الحرب البيولوجية بلأنجليزية Bialagical warfare
ويطلق عليها ايضا الحرب الجرثومية او المكروبية لكن مصطلح الحرب البيولوجية أكثر دقة وأشمل ؛ كما يمكننا ان نصنفها ثالث أسلحة الدمار الشامل .
رغم تعدد الحروب وتنوع أهدافها وإستراتيجياتها وأسلحتها وما ينتج عنها من كوارث تبقى الحرب البيولوجية أكثر أنواعها بشاعة وهمجية وتعقيدا تفتقر الى الإنسانية وإلى أبسط القواعد الأخلاقية ؛ في هذه الحرب لايمكنك رؤية خصمك وتوقع هجومه ؛لكن اثارها تبقى عشرات سنينتعريف الحرب البيولوجية
تعرف الحرب البيولوجية على أنها تصنيع الأمراض الوبائية وإستخدامها في الحروب العسكرية من أجل فتك صفوف قوات العدواي عامة هي استخدام الكائنات التي تسبب الأمراض والتي تشمل البيكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم المنتجة بواسطة هذه الكائنات أو المستخلصة من النباتات والحيوانات ؛ وذلك لإحداث الأمراض أو القتل الجماعي للبشر أو تدمير مايملك من ثروات نباتية وحيوانية اي تدمير البيئة التي يعيش بها كما لايقتصر إستخدامها أوقات الحروب العسكرية المعلنة فقط .
مميزات الأسلحة الميكروبية
زهيدة الثمن :انخفاض تكلفة انتاجها مقارنة بالأسلحة النووية أو التقليدية التي تتطلب تجهيزات تكنلوجية عالية ؛على عكس الأسلحة البيولوجية التي يحتاج إلى أنتاجها فقط المعرفة العلمية ومختبر ومختبر للمايكروبيولوجي لإستنبات كمية كبيرة من هذه البكتيريا المراد تصنيعها
سرعة انتشارها وصعوبة احتوائها :
حيت تنتشر بسرعة كبيرة فبمجرد أطلاقها لن تأخد وقتا كبيرا وتكون قد قضت على نسبة كبيرة من الأشخاص التي استهدفتهم وبتالي عدم القدرة على احتوائها وتخلص 1منهااستخدام مواد وأدوات قانونية في تصنيعها :
فالأدوات والتجهيزات المستخدمة في هذه الحرب الجرثومية قانونية حيث يتم إستعمالها في انتاج اللقاحات والمستحضرات الدوائية اي لديها وجه قانوني والوجه الغير قانوني وبتالي لايمكن إثباث التهمة على صانعها
تخزينها لفترات طويلة :
حيث تبقى صالحة للإستعمال لعدة سنوات كما لديها قدرة عجيبة لمقاومة الظروف الطبيعية كالحرارة والجفاف ...تاريخ الحرب البيولوجية:
إن هذه الحرب الصامتة الباردة ليست وليدة العصر كما يعتقدون في الغالب ؛ بل أدركت مند القدم فقد كانت بعض الحضارات في القدم سباقة إلى هذا السلاح الفتاك وسوف نكتفي بذكر أبرزها عبر التاريخ .
1/ذكرت هذه الحادتة في معركة طروادة حيت استعمل رماة الأسكيتيين في الألف قبل الميلاد نشاب مسمومة ؛ فكانت النتيجة الإصابة بالغرغرنيا والكزازالتي تسببها بكتيريا الكلوستريديوم
2/تسميم المياه الواصلة إلى مدينة كيرا القديمة بجدور نبات الخربق السام على يد رجل القانون الآثيني الشاعر سولون سنة 590 قبل الميلاد وهو ماتسبب في إصابة أعدائهم بإسهال
3/ سمم الأستوريون عام 500 قبل الميلاد مصادر مياه شرب الأعداء مستخدمين فطرا ساما (فطر الأرغوت الطفيلي ) والذي يصيب من يتناوله بلهلوسة
4/ عام 184 قبل الميلاد في معركة يوريمدون فقد فارز هنيبال بنصر بحري على الملك اوومنيس التاني من بيرغامون وذلك بقدف بواسطة المنجنيق جرارا مملوءة بلأفاعي السامة على سفن الأعداء
5/ في القرون الوسطى استعملت هذه الأسلحة بكثرة
ففي القرن 13 غزا جينكيز خان اروبا وحسب قوله فأنه بغير قصد أطلق العنان لأخطر الأوبئة المخيفة التي مرت على مدى الحياة وهو طاعون الماشية فهو من الأمراض المعدية والتي بنتهي بالحيوان في نهاية إلى الجفاف ثم الموت
6/ في عام 1346 ميلادي وحين حاصرة التتار مدينو كافا ( قيودوسيا حاليا ) في شبه جزيرة القرم حيت ثم قدفها بجثث تحتوي على بكتيريا اليرسنا أي مصابة بالطاعون لنتشاره داخلها فستسلم سكان ولكن النتيجة كانت وخيمة وهي انتشار الطاعون في اروبا وقتل ملايين الناس
7/في القرن الخامس عشر باعت الإسبان أعدائها خمرا مخلوطا بدم مصابين بمرض الجذام
8/ عندما ارادت بريطانيا احتلال الهنود الحمر عام 1763م قدم لهم ملابس ملوثة بفيروس الجدري والذي بمقدوره عند إنتشاره الفتك بشعوب بأكملها في شهر واحد ؛ وقد قضى على 60% من الأهالي الأمريكيين الأصليين حين ذاك
9/وفي القرن المعاصر وخلال الحرب العالمية الاولى طورت الأسلحة البيولوجية إلى درجة كبيرة فأصبحت أكثر دمارا
فقد استخدم الجيش الألماني الجمرة الخبيثة والكوليرا والجذري والطاعون ومرض رعام في حربها ضد إيطاليا وروسيا
10/ أما خلال الحرب العالمية التانية فقد استخدمت بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة مرة أخرى على إستكلاندا وظلت تاعني من أثارها حتى عام 1987
11/ استخدام الجيوش اليابانية 1932_1945 اسرى الحرب (السجناء ) في تجارب حربية مكروبية فنتج عنها 3000 ضحية لطاعون والجمرةالخبيثة والكوليرا وغيرها من الأوبئة ؛ كما قامت بنشر الطاعون في مدن صينية مما تسبب في مقتل 10000 صيني و 1700 من قواتهم الخاصة
12/وبكل تأكيد كان الأتحاد سوفيتي ممن سعى في تطوير الأسلحة البيولوجية ففي سبعينات القرن الماضي حدت انفجار نتج عنه اطلاق الجمرة الخبيثة ؛ كما قام بتجارب عن الجدري وتصميم طاعون مقاوم للادوية
13/يتم تداول أخبار ان الرئيس العراقي صدام حسين قد بدأ برنامجا للاسلحة البيولوجية الهجومية والتي أنتج توكسين وغيرها لمواجهة قوات التحاف خلال عملية عاصفة الصحراء عام 1985
أبرز الأسلحة البيولوجية في العالم :
من خلال ما تطرقنا اليه سابقا نلاحظ ان ابرز هذه الأسلحة عبر العصور هي :الجدري
الطاعون ؛ طاعون الماشية
الخميرة الخبيثة
الكوليرا سم البوتولينوم
إتفاقية حظر استخدام الأسلحة البيولوجية :
والتي تعد من بين صكوك الدولي للانسان والتي تسعى لتقليل معانات الناجمة عن الحرب .
وقعت الإتفاقية يوم 10 من ابريل / نيسان من سنة 1972م في لندن وواشنطن وموسكو ودخلت حيز التنفيد يوم 26 مارس /اذار 1975 وهي الآن ملزمة على أغلب الدول
سوف تبقى الحرب البيولوجية مرافقة للانسان هذا خاصة من طرف الدول الكبرى وهذا محاولة للوصول الى سيطرة والهيمنة على العالم
تعليقات
إرسال تعليق